احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

إنه ربيع إسلامي يا فهد الفانك!
1/16/2012 7:49:00 AM

لوضع المسيحيين في العالم الإسلامي، بحكم اختلافهم العقائدي ووجودهم كأقلية عددية، حساسيات خاصة يصعب إنكارها؛ الأمر الذي ينبغي أن يدفع المسيحي إلى تحري أعلى درجات الحرص والعد من واحد إلى ألف، قبل قول أو كتابة أي شيء يتعلق بالإسلام، حتى لا يأتي خطابه أو يُفهم كشكل من أشكال التعريض بدين المسلمين، الذين يعتقد كثير منهم أن الحركات الإسلامية تعبر عن الإسلام نفسه، وأن المساس بتلك الحركات والتعريض بها، وبخاصة في الفترة الراهنة التي تشهد هجمة كاسحة ضد تلك الحركات، لا يقصد منه في حقيقة الأمر إلا الطعن في الإسلام نفسه.
فهد الفانك الكاتب المعروف سقط مؤخراً في ذلك الفخ، ولا أدري أكان سقوطه عن عمد أم عن غفلة، مع أن الرجل فيما أظن ليس ممن يلقون الكلام إن لم يكن يقصده تماماً! ففي مقالة أخيرة له بعنوان: "ربيع عربي أم ربيع إسلامي...؟"، يخوض الرجل مع الخائضين في اتهام الحركات الإسلامية بالانتهازية والقفز على ثورات الربيع العربي التي لم يكونوا وراء صنعها. والواقع إن مجرد عنوان مقالته يوحي بالاستنكار الضمني وإنكار حق الإسلاميين في أن يتقلدوا المكانة التي وضعتهم بها شعوبهم! فهو يزعم بأن الشباب "الذين فجروا الثورة أصبحوا ضحايا، في حين أن التنظيمات الإسلامية بالتحالف مع العسكريين أخذت تحصد النتائج وتقترب من استلام السلطة"! ذلك الزعم المغرض عار عن الصحة من أساسه، فالشعب بكل فئاته كان خلف نجاح الثورة، بالرغم من أهمية دور الشباب الريادي فيها، ولو لم يكن الشعب متيقناً من محورية دور الحركات الإسلامية في صنع الثورة وقيادتها وإنجاحها، لما أوصل تلك الحركات إلى مقاعد السلطة والثورة لم تزل قائمة بالفعل!
ثم يقع صاحبنا الفانك في مغالطة، بل في كذبة أخرى منكرة، عندما يسم السلفيين الذين صعد نجهم في الانتخابات النيابية مؤخرا، ممثلين بحزب النور، بأنهم "يستهدفون إعادة صياغة الحياة العامة لتعود إلى النسق الذي كان سائدأً في القرن الهجري الأول". فمن يتأمل في خلفيات قيادات ذلك الحزب، سيكتشف أن معظمهم من أساتذة الجامعات في أرقى وأعقد التخصصات العلمية، ولا أظن في كل الأحوال أن من الخطأ أن يدعو أحد إلى العودة إلى الروح الإسلامية النقية التي سادت في القرن الهجري الأول، التي تعرفون وحسب من يمكن أن يرفض عودتها ولماذا!
ويواصل صاحبنا الفانك مسلسل افتراءاته، فيدعي أن الإسلاميين بتأثير من الولايات المتحدة الأمريكية "لن يمسوا معاهدة كامب ديفيد، بل إن حزب النور بدأ اتصالاته الودية المباشرة مع إسرائيل". المتابع لما يجري في مصر سيعلم علم اليقين بأن الإسلاميين قد تركوا مسألة المعاهدات الدولية للمؤسسات المعبرة عن إرادة الشعب كي تقول فيها كلمتها لاحقاً، أم ربما كان السيد الفانك يريد لتلك الحركات أن تعلن عن التمزيق الفوري والمباشر لتلك المعاهدات، حتى تُدخل البلاد في حرب مع "إسرائيل" ومن خلفها! والمتابع لما يجري في مصر أيضاً، سيكتشف أن قصة "الاتصالات الودية المباشرة لحزب النور مع إسرائيل" هي مجرد فرية كبيرة، اختلقتها أقلام السوء المغرضة بعد مقابلة هاتفية لأحد قيادات الحزب مع مراسل إذاعي يتكلم العربية، تبين لاحقاً أنه يراسل إذاعة العدو الصهيوني!
في النهاية، أجيب على السؤال "البرئ" للسيد الفانك، فأطمئنه وأبشره بأن الربيع العربي هو ربيع إسلامي بالضرورة، لأن العرب لم تقم لهم قائمة يوماً إلا بالإسلام؛ إذ كانوا مجرد فلول ذليلة متناحرة غارقة في الجهل والعتمة والنسيان، لا أحد يأبه بها، ولم تجتمع كلمتها ولم تصبح شيئاً مذكوراً إلا بفضل الإسلام، الذي شرّفها بحمل أشرف الرسالات إلى الدنيا، رسالة لا إله إلا الله، محمد رسول الله!

sulimankhy@gmail.com

(البوصلة)

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق